سرت فأدخلها ،
و (فإنّ المندّى رحلة فركوب) (١)
فأما قوله :
يعالج عاقرا أعيت عليه |
|
... فينتجها ... (٢) |
فرفع (ينتجها) سهو وغلط وذلك لأن العاقر لا تلد ولا يكون لها نتاج ، فكيف يرفع وهو لا يخبر بكونه ، وإنما يصف ابن أحمر رجلا من قومه يعالج أمرا في مكروه ابن أحمر ونسائه لا يتم ولا يكون ، وذلك الأمر هو العاقر ، والرجل يعالجها ليلقحها ولينتجها ، وذلك لا يكون ، كأن هذا الرجل يعالج هذه العاقر لتلد وهي لا تلد ، فلا يكون في (ينتجها) إلا النصب ، وقبل هذا البيت :
أر أنا لا يزال لنا حميم |
|
كداء البطن سلّا أو صغّارا |
يعالج عاقرا أعيت عليه |
|
ليلقحها فينتجها حوارا |
يدنّس عرضه لينال عرضي |
|
أبا دغفاء ولّدها فقارا |
ولّدها فقارا أي : عظاما ، يهزأ به ، وأبا دغفاء : كنية الرجل ودغفاء : حمقاء ، ويقال : عاصت واعتاصت واعتاظت ، ومعناها : ذلهاء امتنعت من الحمل.
وكل واحد من وجهي الرفع لا يصح في (ينتجها) لأنك إذا عطفته على (يعالجها) لم يجز ، لأن العلاج للعاقر يكون ، ونتاجها لا يكون ؛ كما يقال : فلان يطلب ما لا يكون ؛ وإذا جعلته مستأنفا بمعنى : فهو ينتجه ، لم يصح أيضا لأنها عاقر.
وأما الرفع في (لا يعدو أن يأتيك فيصنع ما تريد) ، فلأن (لا يعدو أن يأتيك) بمعنى : يأتيك ، فكأنه قال : يأتيك فيصنع ما تريد ؛ وموضع (لا يعد) موضع فعل مرفوع يعطف عليه (فيصنع ما تريد) ، ومثله :
لا يخالف أمرك فيصنع ما تريد ، لأن معناه : يطيع أمرك (فيصنع ما تريد) عطف عليه.
والكلام في (ما عدا أن يأتي فوثب) كالكلام في (ما أتيتني فحدثتني) وهو مستحسن.
والكلام في (ما عدا أن رآني فيثب) كالكلام في (ما أتيتني فتحدثني) في ضعف
__________________
(١) عجز بيت سبق تخريجه.
(٢) سبق تخريجه.