قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

شرح كتاب سيبويه [ ج ٣ ]

شرح كتاب سيبويه [ ج ٣ ]

255/504
*

وقال آخر ، ويقال : وضعه النحويون :

إذا ما الخبز تأدمه بلحم

فذاك أمانة الله الثريد (١)

وقد جازوا بها في الشعر مضطرين ، شبهوها ب (إن) ، حيث رأوها لما يستقبل ، وأنها لا بد لها من جواب. وقال قيس بن الخطيم الأنصاري :

إذا قصرت أسيافنا كان وصلها

خطانا إلى أعدائنا فنضارب (٢)

القافية مكسورة ، وقال الفرزدق :

ترفع ليّ خندف والله يرفع لي

نارا إذا خمدت نيرانهم تقد (٣)

وقال بعض السلوليين :

إذا لم تزل في كلّ دار عرفتها

لها واكف من دمع عينك يسجم (٤)

ويروي : يسكب. فهذا اضطرار ، وهو في الكلام خطأ ، ولكن الجيد قول كعب بن زهير :

وإذا ما تشاء تبعث منها

مغرب الشمس ناشطا مذعورا (٥)

واعلم أن حروف الجزاء تجزم الأفعال ، وينجزم الجواب بما قبله ، وزعم الخليل أنك إذا قلت : إن تأتني آتك ، ف (آتك) انجزمت ب (إن تأتني) ، كما تنجزم إذا كانت جوابا للأمر حين تقول : ائتني آتك.

وزعم الخليل أن (إن) هي أمّ حروف الجزاء ، فسألته : لم قلت ذلك؟

فقال : من قبل أني أرى حروف الجزاء قد يتصرفن فيكنّ استفهاما ، ومنها ما يفارقه (ما) فلا يكون فيه الجزاء ، وهذه على حال واحدة أبدا لا تفارق المجازاة.

واعلم أنه لا يكون جواب الجزاء إلا بفعل أو بالفاء.

فأما الجواب بالفعل فنحو قولك : إن تأتني آتك ، وإن تضرب أضرب ، ونحو ذلك.

وأما الجواب بالفاء فنحو قولك : إن تأتني فأنا صاحبك. ولا يكون الجواب في

__________________

(١) ابن يعيش ٩ / ٩٢ ؛ الكتاب ٣ / ٦١ ؛ لسان العرب ١٢ / ٩ (أدم).

(٢) البيت في ديوانه ٨٨ ، الكتاب ٣ / ٦١.

(٣) البيت في ديوانه ٢١٦ ، الخزانة ٣ / ١٦٢ ؛ الكتاب ١ / ٤٣٤.

(٤) البيت في الكتاب ٣ / ٦٢.

(٥) البيت في ديوانه ٢٩ ، ابن يعيش ٨ / ٩٣٤ ؛ الكتاب ٣ / ٦٢.