رَدِفَ لَكُمْ)(١) والتأويل فيه كله : الذين هم لربهم يرهبون. والرؤيا تعبرون وردفكم. وقد حكى الكوفيون لغات ذكروا أنها في معنى واحد وهي : أردت أن أقوم. وأردت لأن أقوم. وأردت كي تقوم. وأردت لكي تقوم. وأردت لأقوم. وأردت لكي أن أقوم. وإذا دخل بعض هذه الحروف على بعض كان الاعتماد عندهم في العمل على الأول منها. وما بعده توكيد له. قالوا إذا قلت : جئتك لأكرمك" اللام" هي الناصبة" أكرمك" وإذا دخلت بعد هذه" اللام" كي فالنصب للام و" كي" مؤكدة لها. وإذا انفردت فالعمل لها. وكذلك إن جاءت" أن" بعدها فهي مؤكدة لها. ويجوز أن تأتي بعد" كي" فتكون مؤكدة" لكي" ويجوز أن تأتي بعد اللام" كي أن" فتؤكد بهما. وقد أنشد :
أردت لكيما أن تطير بقريتي |
|
فتتركها شنا ببيداء بلقع (٢) |
وأما قوله :
أتغضب أن أذنا قتيبة حزّتا (٣)
فإن الخليل يختار" إن أذنا قتيبة" بكسر" إن" ولم يخالفه سيبويه. لأن العرب لم تفصل بين" أن" المفتوحة الناصبة للفعل ولم يأت ذلك في كلام ولا شعر. فعدل عن المفتوحة إلى المكسورة وقد أتى الفصل في المكسورة. قال الله عزوجل : ـ (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ)(٤).
وقد رده أبو العباس المبرد. وتوهم أبو بكر مبرمان أنه إذا كسر" إن" فلا يجوز أن تكون أذناه محزوزتين. لأن" إن" توجب الاستقبال. وقد أحاط العلم أن الفرزدق قال هذا الشعر بعد قتل قتيبة وجز أذنيه. وليس الأمر على ما ظناه. وذلك أن العرب قد تعادل وتفاضل بين الفعلين الماضيين في الموافقة. فتستقبل الكلام بهما كقوله عزوجل : (وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ)(٥).
__________________
(١) سورة النمل ، الآية : ٧٢.
(٢) سبق تخريجه.
(٣) هو للفرزدق وسبق تخريجه.
(٤) سورة التوبة ، الآية : ٦.
(٥) سورة الرعد ، الآية : ٥.