وقوله : أعندك زيد أو عندك عمرو أو عندك بشر؟ هذه جمل كل جملة منها مبتدأ وخبر دخلت" أو" بينهما كما تدخل بين الجمل التي هي أفعال وفاعلون ومفعولون كقولك : أتضرب زيدا أو تضرب عمرا أو تضرب خالدا؟ ودخول" أو" بينهما كدخولها بين الأسماء الأفراد. كقولك أتضرب زيدا أو بشرا أو خالدا؟ لأن المسألة (عن) واحد منها.
فإن كانت" أو" بين جمل فالمسألة عن أحدهما مبهمة. وسمي سيبويه الجمل : الكينونات وإن كانت" أو" بين أسماء أفراد فالمسألة عن أحدهما.
واعلم أن" ألف الاستفهام" الباب والوجه فيه أن يليها الفعل. إلا أن يكون السؤال عن أحد الاسمين بمعنى" أيهما" فيكون الاختيار أن يليها الاسم.
كقولك : أزيدا ضربت أم عمرا وأزيد قام أم عمرو ولو جعلت" أو" لكان الباب والوجه أن يلي ألف الاستفهام الفعل كقولك :
أضربت زيدا أو عمرا؟ و" أقام زيد أو عمرو؟ لأن المسألة مع" أم" تقع على الاسم ومع" أو" تقع على الفعل ثم بعد ذلك يجوز تأخير ما الوجه تقديمه.
وتقديم ما الوجه تأخيره على ما ذكر في الباب فالباب في" أم" تقديم الاسم ويجوز تأخيره والباب في" أو" تأخير الاسم ويجوز تقديمه.
وقول سيبويه : فإذا قال : أتجلس أو تذهب؟ " فأم" و" أو" فيه سواء لأنك لم تثبت فعلا لأحد الاسمين ثم سألت عن تعيينه كما تقول : أضربت زيدا أم عمرا؟ وقد علمت أنه ضرب أحدهما والتمست تعيينه ولم يمكنك أن تفصل الاسمين المضمرين وتعلقهما على فعل واحد كما فعلت بقولك : أزيد قام أم عمرو؟
وكذلك : أتضرب زيدا أو تقتل خالدا؟ تجعل الفعل في" أو" و" أم" جميعا يلي حرف الاستفهام لأن المسألة ليست عن أحد الاسمين تلتمس تعيينه وإنما هو عن إحدى جملتين لكل واحد منهما فعل وفاعل ومفعول به فصار" كأم" المنقطعة التي : ما بعدها لا يدخل فيما قبلها ولا يتعلق به.
وكان أبو العباس المبرد يقول :
" أن معنى قول سيبويه : فأم و" أو" فيه سواء في جواز وقوعهما في هذا الموضع وإن كانا مختلفا معناهما في أصل الباب. واستواؤهما أن" أو" لم تدخل لتثبيت النقل في أحد