(عفريت) ولو كانت كألف التأنيث لم ينصرف في النكرة ، وليست كالهاء لما ذكرت لك. ولو أن الهاء التي في دجاجه كهذه التاء انصرفت في المعرفة.
قال أبو سعيد : التاء في بنت ، وأخت منزلتها عند سيبويه منزلة التاء في" سنبتة" و" عفريت" ؛ لأن التاء في سنبتة زائدة ، للإلحاق بسلهبة ، وحرقفة ، وما أشبه ذلك.
والسّنبتة : القطعة من الدهر ، كالمدة.
والدّليل على زيادة التاء أنهم يقولون : سنبة والتاء في عفريت زائدة ؛ لأنهم يقولون عفي ، وعفرية.
" وعفريت" ملحق بقنديل ، وحلتيب ، وكذلك (بنت) و (أخت) ملحقتان ب (جذع) و (قفل) ، والتاء فيهما زائدة للإلحاق ، فإذا سمينا بواحدة منها رجلا صرفناه ؛ لأنه بمنزلة مؤنث على ثلاثة أحرف ليس فيها علامة التأنيث كرجل سميناه ب (فهر) و (عين).
والتاء الزائدة للتأنيث هي التي يلزم ما قبلها الفتحة ، ويوقف عليها بالهاء كقولنا" دجاجة" وما أشبه ذلك.
وإن سميت رجلا ب (هنة) ، و (منة) وقد كانت في الوصل" هنت" قلت : هنة يا فتى تحرك النون ، وتثبت الهاء ؛ لأنك لم تر مختصا متمكنا على هذه الحال التي تكون عليها" هنة".
وهي قبل أن تكون اسما ، تسكن النون في الوصل ، وذلك قليل ، فإذا حولته إلى الاسم لزم القياس.
قال أبو سعيد : اعلم أن (هنا) و (هنة) يكنى بهما عما لا يذكر اسمه ، وربما أدخلوا فيهما الألف واللام ، وأكثر ما يستعمل للناس.
وأصل (هن) : هنو ، وكان حقه أن يقال : (هنا) كما يقال : (قفا) و (عصا) قال الشاعر :
أرى ابن نزار قد جفاني وملّني |
|
على هنوات كلّها متتابع (١) |
__________________
(١) البيت في الكتاب ٣ / ٣٦١ ، والمقتضب ٢ / ٢٧٠ ، وابن يعيش ١ / ٥٣ ـ ٥ / ٣٨ ـ ٦ / ٣ ـ ١٠ / ٤٠ ـ ٤٤ ، واللسان (هنا).