هذا وقد كان صاحب الرحلة يعبر بصدق عن مشاعره ويبدي آراءه بصراحة في الأوضاع السائدة في أقطار المغرب العربي ، ويعرب عن موقف متفهم لميول الشعوب وخصائص الجماعات وخاصة طبائع أهالي الريف ، وهذا ما سمح له بتجاوز النظرة السطحية لدى غالبة الرحالة الأوربيين التي تحكم على ظاهر الأشياء ، وساعده على التعرف على ما كان يتميز به التونسيون ويختص به الجزائريون ، كما استطاع أن يتلمس الصلات الأخوية والروابط الروحية التي تجمعهم خاصة في مواجهة الأخطار الخارجية.
لقد حرصنا في ترجمتنا لهذه الرحلة على إثبات العديد من التعليقات والهوامش ليتمكن القارئ من الاستفادة من معلوماتها والتعرف على الأحداث التي تعرض لها والأشخاص والأماكن والمواقع التي أشارت إليها. كما وضعنا عدة خرائط تحدد خط سير صاحب الرحلة في انتقاله عبر الجزائر وتونس ، مع إثبات قائمة بالمصادر والمراجع التي يمكن الرجوع إليها للتعرف أكثر على الظروف التي كانت سائدة في أقطار المغرب العربي في القرن الثامن عشر.
في الأخير ، لا يسعني في ختام هذا التقديم إلا أن أتوجه بخالص الشكر والامتنان للذين وجدت منهم المساعدة والتشجيع في ترجمة هذه الرحلة والتعليق عليها وفي مقدمتهم الابن البار معاوية الذي كان لي نعم العون في إنجاز هذا العمل ، والأستاذ د. علي تابليت ود. منير حشاني اللذين مكناني مشكورين من النسخة الإلكترونية للنص الفرنسي للرحلة ، وكذلك الأستاذ عبد الناصر خالف الذي تفضل بإعادة طبعها في ورق عادي لتسهيل العمل عليها.
|
ناصر الدين سعيدوني مونتريال ـ كندا في ١٠ ـ ٧ ـ ٢٠٠٧ |