الأشخاص الذين لا تضطرهم أشغالهم للبقاء في المدينة قضاء الصيف في المنازل الريفية ، حيث الطرقات تحف بها أشجار الزيتون غير المنتجة فهي ليست كزيتون البروفانس ، إنما تركت على حالتها الطبيعية ولم تقلم ولم يعتن بها ويتخللها نبات الصبار الذي ينموبكثرة ويبلغ ارتفاعا كبيرا ويتخذ الفقراء من ثماره غذاء لهم. كما توجد أيضا بفحص الجزائر أشجار النخيل لكنها غير مثمرة وإن أعطت تمرا فهو بدون نواة ، ومن الراجح أن ذلك يعود إلى نقص الحرارة الذي لا يساعد على اكتمال نمو العراجين التي تحملها ، وأما جمارها أو براعمها فتنموبكميات كبيرة ومذاقها لذيذ جدا ، ويتخذ منها السكان غذاء لهم. وعلى طول المسالك الريفية بضواحي الجزائر ينمو أيضا نوع من شجر الصبار الضخم أو بالأحرى شجر الأغاف (agave) وصبار سيكوتران (I\'aloe؟s sucotrin) ، فالأول يخرج برعما طوله عشرون قدما وتتفرع منه غصون جميلة مما يشكل منظرا بهيجا للعين ، وشجيرات القطلب (arbousier) والتوت منتشرة بكثرة وهي تحمل ثمارها في هذا الفصل. أما الكروم التي يزرعها المسيحيون في حدائقهم فعنبها من النوع الجيد واللذيذ ، والأتراك يحولونه إلى زبيب ، أو يعالجونه بالنار ليستخرجون منه مشروبا روحيا ذا طعم طيب يتناولونه كشراب بجانب الشراب العادي المعروف عندهم.
وأراضي الجزائر صالحة جدا لزراعة الحنطة ، وسكان سهل متيجة الجميل وعرب بايليك وهران يزودون مخازن الداي بهذا المنتوج ، ليقوم هو ببيعه للأجانب الذين أصبحوا بفعل هذه المبادلات من كبار التجار بفرنسا وإسبانيا وجبل طارق.
إن رطوبة الشتاء التي تتعمق كثيرا في التربة تعوض انقطاع المطر الذي يصبح نادرا جدا منذ شهر أبريل وحتى شهر أكتوبر ، فالزهور والنباتات التي شاهدناها في هذا الفصل ساعدت على نموها رطوبة الأرض ، فهي لا تظهر على الأرض إلا مع نهاية شهر ماي ، وعندها تجف سريعا بفعل الحرارة الشديدة.