الرسالة الثانية
الجزائر في أول جوان ١٧٣٢.
سيدي ،
إن رغبتكم في الحصول على حيوانات نادرة وخاصة منها التي لا زالت على قيد الحياة تتطلب السفر إلى الأقاليم الجنوبية لهذا البلد (أي مملكة الجزائر) لأنه بدون القيام بهذا السفر فإني سأضطر لانتظار الفرصة السانحة لمصادفة أشخاص يستطيعون تقديم المساعدة لي في ذلك ، على أن السفر قد يتحقق فعلا في ظروف لم نكن ننتظرها ، فكانت مناسبة سعيدة بالنسبة لي أن يقوم آغا الصبائحية الذي كنت قد عالجته بجولته الاعتيادية داخل البلاد لجمع الضرائب من الفلاحين من سكان الجبال وكذلك البدو الذين كانوا يمتنعون عن دفع الضريبة المتوجبة عليهم ولا يقدمونها إلا عندما يرغمون بالقوة على ذلك. ولهذا السبب يقوم ضباط مملكة الجزائر مع مجموعة قوية من الفرسان (تعرف بالمحلة) بالتنقل في بعض الأوقات من السنة ، وخاصة مع بداية فصل الصيف قبل نضج المحاصيل ، وقبل أن يتمكن هؤلاء السكان من الانتقال بخيامهم ومواشيهم نحو قمم الجبال ليكونوا بعيدين عن أيدي الأتراك ، فكانت جولة الآغا لهذا الغرض الفرصة الكفيلة بتحقيق ما أطمح إليه ، وبالفعل فقد تمكنت من الحصول على إذن الداي بمصاحبة المحلة ، وقد زودني برسالة موجهة إلى كل الحكام الخاضعين لسلطته تطلب منهم أن يوفروا لي رفقة تقوم بحمايتي أثناء قيامي بأبحاثي.