كثرة المارة ولوجود عدد كبير من الجمال والبغال ، بحيث يتوجب عليك أخذ الحيطة حتى لا تلامس أو تصطدم بأحد الأتراك المارين ، لأنه ليس في مقدور أي أجنبي أن ينصفك في حالة اصطدامك بهم ، وفي هذه الحالة فمن الأفضل ألا تحتك بعجرفة هذا الصنف من الناس.
أما منازل المدينة فهي منتظمة وبناؤها جيد بالنسبة لنوعيتها ؛ ويحرص في بنائها على أن يكون كل جزء من المنزل منفصلا عن الأجزاء الأخرى ولا سيما الأجنحة الداخلية حتى تظل النساء في معزل ، بحيث لا يمكن أن يراهن أحد ، وكذلك يستخدم الرواق كمكان للتوقف بحيث يخلع الحذاء قبل الدخول إلى المنزل إذا تطلب الأمر ذلك ، وينفتح المدخل على فناء مبلط بقطع رخام مربعة مشكلة من أربع إلى ست خانات ، وعادة ما يكون الفناء مربع الشكل محاط بصف أوصفين من الأروقة ، أما الغرف فهي مستطيلة تزينها صور أوراق الأشجار وأشكال المنمنمات المحفورة على الجبس ، وللمنازل أسطح مهيأة لأن تكون مكانا للاستراحة ، وتشاهد في المنازل الزهور والنباتات والأثاث الجميل ، وطريقة المحافظة عليها تدل على التزام السكان بقواعد النظافة والنظام ، ولا ينفذ ضوء النهار إلى المنازل من جهة الشارع حيث لا توجد إلا منافذ صغيرة لا يمكن رؤية الخارج منها ، وإنما يصل الضوء إليها من الفناء المنفتح على الغرف.
المنازل الريفية كثيرة جدا بفحص المدينة وهو الاسم الذي يطلق على الجهات المجاورة لها ، وهي مريحة جدا للسكن ، وغرفها ذات هندسة تساعد على الحد من الحرارة الشديدة في الصيف ، وليس هناك أحلى من منظر بساتين البرتقال المنتشرة حولها والتي أثارت انتباهي للانتظام التام لصفوف أشجارها.
حمامات مدينة الجزائر مريحة ومزينة والذين يستعملونها تقدم لهم خدمات جيدة. أما المساجد فهي متقنة البناء ، منها عشرة مساجد كبيرة ذات منارات ، أما التي تقل عنها شأنا فعددها يفوق الخمسين ، وتقع المقابر خارج