البياض الناصع لمنازلها ذات السطوح المشرفة على البحر هو الذي يكسبها منظرا متميزا جدا. أما الميناء فهو متكون من قلعة حصينة جدا تعرف ببرج الفنار ومن رصيف مبني بالحجارة يربط البرج بالمدينة (١).
وبالإضافة إلى برج فنار توجد أبراج أخرى تدافع عن مدينة الجزائر ، فهناك برج في الطرف الأعلى من المدينة يعرف بحصن الإمبراطور ، بالإضافة إلى برجين آخرين يمكن مهاجمة الميناء منهما ، كما توجد على شاطئ البحر بين مدينة الجزائر ورأس ماتيفو ثلاثة حصون صغيرة مزودة بالمدفعية (٢). وفي كل الأحوال فإن الاقتراب من الشاطئ يشكل خطرا على السفن بسبب الصخور التي تغمرها المياه ، وهذا ما يبعد عن المدينة أي أسطول معاد. هذا وإن ميناء الجزائر معرض للرياح الجنوبية الغربية حتى أنه في شهر يناير الماضي تسببت هذه الرياح في غرق وإتلاف بعض السفن التي كان راسية بالميناء ، أما من الجهات الأخرى فإن الميناء يعتبر آمنا إلى حد ما.
ومن جهة البر توجد مدينة الجزائر التي تدافع عنها أربعة حصون وهي حصن الإمبراطور والبرج الجديد وبرج باب عزون وبرج باب الوادي ، والمدينة في حد ذاتها تعتبر محصنة جدا نظرا للأسوار والخنادق التي تحيط بها ، أما أزقتها فهي غير مستقيمة وضيقة ووسخة ويصعب السير فيها بسبب
__________________
(١) اكتملت منشآت ميناء الجزائر في القرن السادس عشر بعد أن وصلت الجزر الأربعة الصخرية الواقعة قبالة مدينة الجزائر ، إثر استيلاء خير الدين بربروسة على الحصن الإسباني المعروف بالبينيون (١٥٢٩) ، وقد استعملت أنقاض هذا الحصن في إقامة رصيف يربط الميناء بالمدينة ، عرف بطريق خير الدين (١٥٦٠) ، وأثاء ذلك بنيت تحصينات عديدة مكان الجزر التي وصلت ببعضها ، وزودت ببطاريات المدافع ، فأصبح ميناء الجزائر موقعا عسكريا يصعب على الأساطيل المعادية مهاجمته واقتحامه.
(٢) أهم التحصينات ومواقع المدفعية (البطاريات) بالساحل الشرقي لمدينة الجزائر والذي يشكل انحناؤه خليج الجزائر ، ابتداء من مدينة الجزائر (باب عزون) ، هي : برج باب عزون ، برج تافورة ، برج سفيد الحامة ، بطارية واد خنيس (حسين داي) ، برج القنطرة (الحراش) ، برج الكيفان ، برج تامنتافوست.