بسم الله الرّحمن الرّحيم
رحلة ج. أو. هابنسترايت إلى
الجزائر وتونس وطرابلس (١٧٣٢)
تقديم
تشتمل الكتابات الأوربية عن أقطار المغرب العربي مذكرات الرحالة وتقارير القناصل وانطباعات المسافرين وحكايات البحارة وإفادات الجواسيس وتقاييد رجال الدين. وهي مع اختلاف أهدافها وتباين اتجاهاتها وتضارب معلوماتها في بعض الأحيان ، تعتبر مصدرا تاريخيا من الدرجة الأولى ، نظرا للمعلومات التي توفرها للباحث ولتنوع وجهات النظر التي تعبر عنها والظروف التي كتبت فيها ، فهي لا تقل أهمية عن الكتابات المحلية وحتى السجلات الرسمية ، بل تصبح في غياب الوثائق الأرشيفية وشح المصادر المحلية مصدرا أساسيا لا يمكن أن يستغني عنه أي باحث في دراسته للحياة الاجتماعية والثقافية ، إذ تعرفه على النشاط الاقتصادي والوضع السياسي للفترة الحديثة من تاريخ المغرب العربي.
لقد حظيت الكتابات الغربية حول أوضاع أقطار المغرب العربي منذ الربع الأول من القرن التاسع عشر باهتمام الكتاب الأوربيين ، وكان للفرنسيين قصب السبق في ذلك ، إذ حققوا ونشروا العديد منها ، وهذا ما ساعد على توفرها في المكتبات ومكن الباحثين من الانتفاع بها ، فغدت المرجع الأساسي