الرسالة الثالثة
٣١ أغسطس (١٧٣٢).
لقد قدمت تقريرا لسيادتكم عن السفر الذي قمت به في الأجزاء الجنوبية لمملكة الجزائر بعد فترة قصيرة من عودتي إلى مدينة الجزائر ، وقد قمت بما يتوجب علي في هذه المهمة ، فكان اهتمامي منصبا على أن أؤمن إرسال الحيوانات التي حصلت عليها مع باقي الأشياء الأخرى التي جمعتها في سفري ، وقد واجهتني في ذلك عراقيل مصدرها الاضطراب الذي وجدت عليه مدينة الجزائر من جراء الإنذارات الكثيرة بشأن الأسطول الإسباني الذي يمكن أن يكون هدفه احتلال مدينة وهران أو محاصرة مدينة الجزائر أو القيام بالعمليتين معا ، وتتسبب تلك الإنذارات في فرار قسم كبير من السكان إلى خارج المدينة ، ومنهم الأشخاص المرافقون لي والذين تركتهم بالمدينة أثناء سفري مع محلة الآغا.
لقد أصبح الخوف من محاصرة الإسبان لمدينة الجزائر شيئا مؤكدا في الثاني من شهر ماي عندما اقتربت أربع سفن حربية مالطية من المدينة إلى حد مرمى المدافع ، في سعيها للتعرف على موقع المدينة وعلى وضعية الميناء ومقدار عمقه ، وقد رفعت هذه السفن علم دولة السويد المسالمة لدولة الجزائر وذلك حتى تتمكن من الاقتراب أكثر من حصن مرسى الجزائر (١) ،
__________________
(١) للتعرف على تحصينات ميناء الجزائر ، أنظر هامش رقم ٣٦.