تنظيف الشوارع والمنازل ويقومون بالحراسة في الليل ويوضعون تحت مراقبة أحد الأمناء من جماعتهم يتوجب عليه تسديد قيمة أي شيء قد يسرق من المنازل أثناء الحراسة الليلية ، ولهذا السبب فإنه من النادر أن نسمع عن تعديات أو سرقات في الليل.
أما الأسرى الأوربيون وأغلبهم من الإسبان والبرتغاليين والإيطاليين والألمان ، فإن عددهم قليل جدا بمدينة الجزائر ، وهم عادة ما يحظون باحترام الأتراك ويكونون في حماية إحدى الدول الأوربية التي تكون في حالة سلم مع حكومة الداي ، هذا وتتكفل البعثة الفرنسية برعاية رجلي دين من الرهبان (Les Pe؟res) أحدهما يحمل لقب المبعوث الرسولي لكل من تونس وطرابلس والجزائر (Vicaire Apostolique) ، أما المستشفى الإسباني فيسيره متصرف ويساعده أحد رجال الدين (الآباء) المنتمين لسلك رهبنة عتق الأسرى (Ordre de la Re؟demption) ، وهو يقوم بأعمال خير جمة لفائدة جميع الأسرى ويلحق به جراح (chirurgien) وصيدلي (apothicaire) يقومان بمعالجة المرضى (١).
يتوفر القناصل الفرنسيون والإنكليز والسويديون والهولنديون على أماكن إقامة ملائمة في المدينة وضواحيها ، ويسددون مقابلها كل سنة مبالغ مالية
__________________
(١) دأبت هذه الممثليات القنصلية وكذلك تلك الإرساليات الدينية المهتمة بتحرير الأسرى الأوربيين ، وأغلبها إرساليات دينية فرنسية وإسبانية وإيطالية ، على تقديم خدمات طبية في إطار نشاطها الديني ، ووظفت من أجل ذلك بعض رجال الدين باعتبارهم ذوي معرفة بأمور الطب والصيدلة ، فكانوا يقومون بإنشاء مارستانات خيرية أهمها مارستان البعثة الدينية الإسبانية الذي أقامه الأب سيباستيان دويون سنة ١٥٥١ لفائدة الأسرى المسيحيين ، وقد أعيد تجديده عام ١٦١٢ وأصبح يتلقى دعما ماليا من الحكومة الإسبانية ، ولا يقل عنه أهمية مارستان البعثة الفرنسية الذي أنشأه الراهب تراريدو سنة ١٦٦٢ داخل أحد السجون العامة قرب باب عزون ، ومستوصف لازاريت الذي قدم له الملك الفرنسي لويس الثالث عشر الدعم المالي. وبجانب هذه المستوصفات ، أولى حكام الجزائر رعايتهم لبعض الملاجئ والمصحات منها مصحة خاصة بالأمراض العقلية بزنقة الهواء.