ذلك ! فأخبروا به أبا موسى فقال : أنزلوني ! قال : فأنزل وكان رأس البئر أربعين ذراعاً في أربعين ذراع ، فأجلس في شق محمل ودلي في البئر ، فلما صار في قعرها نظر إلى هول ، وسمع دوي الريح في أسفل ذلك ، فأمرهم أن يوسعوا الخرق فجعلوه شبه الباب العظيم ، ثم دلى فيه رجلاً في شق محمل فقال : إيتوني بخبر هذا ما هو ؟ قال : فنزلا في شق محمل فمكثا ملياً ، ثم حركا الحبل فأصعدا فقال لهما : ما رأيتما ؟ قالا : أمراً عظيماً ! رجالا ! ونساءً وبيوتاً وآنيةً ومتاعاً ، كله ممسوخ من حجارة ! فأما الرجال والنساء فعليهم ثيابهم ، فمن بين قاعد ومضطجع ومتكئ ، فلما مسسناهم إذا ثيابهم تتفشا شبه الهباء ومنازل قائمة !
قال : فكتب بذلك أبو موسى إلى المهدي ، فكتب المهدي إلى المدينة إلى موسى بن جعفر عليهالسلام يسأله أن يقدم عليه فقدم عليه ، فأخبره فبكى بكاءً شديداً وقال : يا أمير المؤمنين هؤلاء بقية قوم عاد ، غضب الله عليهم فساخت بهم منازلهم ، هؤلاء أصحاب الأحقاف ! قال : فقال له المهدي : يا أبا الحسن وما الأحقاف ؟ قال : الرمل » . ( الإحتجاج : ٢ / ١٥٩ ، وبعضه اليعقوبي : ٢ / ٤٠٢ ، وتاريخ الطبري : ٦ / ٣٧٨ )
وفي معجم البلدان : ٤ / ٣٠٤ : « قبر العبادي : منزل في طريق مكة من القادسية إلى العذيب ، ثم المغيثة ، ثم القرعاء ، ثم واقصة ، ثم العقبة ، ثم القاع ، ثم زبالة ، ثم شقوق ، ثم قبر العبادي ، ثم الثعلبية ، وهي ثلث الطريق » .
وفي الخرائج : ٢
/ ٦٥٥ : « ومنها : أن المهدي أمر بحفر بئر
بقرب قبر العبادي لعطش الحاج هناك ، فحفرت أكثر من مائة قامة ، فبينا هم كذلك يحفرون إذ خرقوا خرقاً فإذا تحته هواء لا يدرى ما قعره ، فإذا هو مظلم وللريح فيه دوي ! فأدلوا