ولا ينبغي أن يكون هذا منهم ! ثم ذكر الزيدية وما ينتحلون فقال : وما كان بقي من الزيدية إلا هذه العصابة ، الذين كانوا قد خرجوا مع حسين ، وقد ظفر أمير المؤمنين بهم ! ولم يزل يرفق به حتى سكن غضبه .
وقال : وكتب علي بن يقطين إلى أبي الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام بصورة الأمر فورد الكتاب ، فلما أصبح أحضر أهل بيته وشيعته فأطلعهم أبو الحسن عليهالسلام على ما ورد من الخبر ، وقال لهم : ما تشيرون في هذا ؟ فقالوا : نشير عليك أصلحك الله وعلينا معك أن تباعد شخصك عن هذا الجبار ، وتغيب شخصك دونه ، فإنه لا يؤمن شره وعاديته وغشمه ، سيما وقد توعدك وإيانا معك !
فتبسم موسى عليهالسلام ثم تمثل ببيت كعب بن مالك أخي بني سلمة وهو :
زعمت سخينة أن ستغلب ربها |
|
فليغلبن مغالب الغلاب |
ثم أقبل على من حضره من مواليه وأهل بيته فقال : ليفرج روعكم ، إنه لا يرد أول كتاب من العراق إلا بموت موسى بن مهدي وهلاكه !
فقالوا وما ذاك أصلحك الله ؟ فقال : قد وحرمة هذا القبر مات في يومه هذا ! والله إنه لحق مثلما أنكم تنطقون ! سأخبركم بذلك : بينما أنا جالس في مصلاي بعد فراغي من وردي ، وقد تنومت عيناي ، إذ سنح لي جدي رسول الله صلىاللهعليهوآله في منامي فشكوت إليه موسى بن المهدي ، وذكرت ما جرى منه في أهل بيته ، وأنا مشفق من غوائله ، فقال لي : لتطب نفسك يا موسى فما جعل الله لموسى عليك سبيلاً ! فبينما هو يحدثني إذ أخذ بيدي وقال لي : قد أهلك الله آنفاً عدوك ، فلتحسن لله شكرك ! قال ثم استقبل أبو الحسن القبلة ورفع يديه إلى السماء يدعو !