وقد حكم هارون كغيره من أسلافه بفردية مفرطة متقلبة !
فبدأ عهده برد جميل أمه ويحيى عليه ، فكان ينفذ رغباتها في إدارة الدولة ، وجعل البرمكي رئيس وزرائه وقال له : « قلدتك أمر الرعية وأخرجته من عنقي إليك فاحكم في ذلك بما ترى من الصواب ، واستعمل من رأيت واعزل من رأيت ، وأمض الأمور على ما ترى . ودفع إليه خاتمه » . ( الطبري : ٦ / ٤٤٣ ) .
لكن فردية هارون كانت متغيرة ، والعناصر الثابتة في تفكيره وقراراته قليلة ، والعناصر الدخيلة في إقناعه كثيرة !
٣ ـ قال خليفة بن خياط في تاريخه / ٣٨٢ : « مات موسى وعلى شرطه عبد الله بن مالك فأقره هارون ، ثم عزله . وولى عبد الله بن خازم بن خزيمة ، ثم عزله . وولى إبراهيم بن عثمان بن نهيك ثم قتله وولى ابنه وهب بن إبراهيم وسماه وهب بن عثمان وطرح اسم إبراهيم ، فمات هارون وهو على شرطه .
كاتب الرسائل : إسماعيل بن صبيح من أهل حران ، وكتب له يحيى بن سليم .
الديوان والخراج والجند : أبو صالح ، فضم ذلك إلى إسماعيل بن صبيح .
الخاتم : جعفر بن محمد بن الأشعث ، ثم ولاه خراسان ، ودفع الخاتم إلى حمزة بن مالك ، ثم دفعه إلى أبي العباس الطوسي ، فمات أبو العباس فصار الخاتم إلى يحيى بن خالد بن برمك ، ثم صار إلى جعفر بن يحيى ، ثم رده إلى يحيى بن خالد ، ثم صار في يد أمير المؤمنين هارون .