فقمت في صدره فقلت : يا أمير المؤمنين تعطي أبناء المهاجرين والأنصار وساير قريش وبني هاشم ومن لا تعرف حسبه ونسبه خمسة آلاف دينار إلى ما دونها ، وتعطى موسى بن جعفر وقد أعظمته وأجللته مأتي دينار ، أخس عطيةٍ أعطيتها أحداً من الناس ! فقال : أسكت لا أم لك فإني لو أعطيت هذا ما ضمنته له ما كنت أمنته أن يضرب وجهي غداً بمائة ألف سيف من شيعته ومواليه . وفقر هذا وأهل بيته أسلم لي ولكم من بسط أيديهم وأعينهم !
وفي رواية أن هارون قال : يا بني هذا وارث علم النبيين ، هذا موسى بن جعفر بن محمد ! إن أردت العلم الصحيح فعند هذا . قال المأمون : فحينئذ انغرس في قلبي محبتهم » . ( عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ١ / ٨٤ ، والإحتجاج : ٢ / ١٦٥ ) .
وفي رواية الطبري : ٤ / ٦٥٠ ، أن الرشيد أعطى في تلك السفرة أهل مكة والمدينة ثلاثة أعطية : « فبلغ ذلك ألف ألف دينار وخمسين ألف دينار » !
أقول : العجب من هارون يشهد على نفسه بأنه ظالم غاصب لمقام رسول الله صلىاللهعليهوآله وأعجب منه كلام المأمون الذي يزعم أن الإعتراف والتشيع النظري للنبي وعترته المعصومين صلىاللهعليهوآله يكفي للنجاة من النار ، وإن خالف ذلك في قوله وفعله ، وغصب منصب الإمامة وقتل الإمام الرباني !
* *