وعلامتها : أن الإمام الكاظم عليهالسلام دعا لما جن عليه الليل بالخلاص من سجن هارون ، فرأى هارون مناماً مرعباً وأطلقه ، ولم يرد ذلك في حبسه في المرة الثانية .
وعلامتها : أنها لم يرد فيها إسم الفضل بن الربيع ، وأمر هارون للإمام بثلاثين ألف درهم ، ووافق على طلبه أن يرجع الى المدينة ولم يرد ذلك في المرة الثانية .
وعلامتها : أن مدة فرض الإقامة الجبرية عليه ومدة سجنه كانت أقل من الثانية ، فقد قال هارون في آخر مناقشته للإمام عليهالسلام كما سيأتي : « أحسنت يا موسى إرفع إلينا حوائجك ! فقلت له : إن أول حاجة لي أن تأذن لابن عمك أن يرجع إلى حرم جده وإلى عياله ! فقال : ننظر إن شاء الله » .
ومعنى « ننظر » أنه لم يأذن له وفرض عليه الإقامة الجبرية في بغداد ، وفرض عليه وأن يحضر مجلسه كل خميس ، فمكث عليهالسلام مدة على ذلك ، ثم سجنه بقصد قتله ، فدعا الله تعالى فرأى هارون المنام المرعب وأطلقه .
وعلامة الثانية : أنه مدتها كانت نحو أربع سنوات ، منها نحو سنة في البصرة وثلاث سنوات في بغداد ، وكان الإمام عليهالسلام في أكثرها في الإقامة الجبرية ، وكان ملزماً بالحضور في مجلس هارون كل يوم خميس أيضاً !
قال في الإرشاد : ٢
/ ٢٤٠
، يصف هذه المرة : « فوجه الرشيد من
تسلمه من عيسى بن جعفر ، وصير به إلى بغداد ، فسلم إلى الفضل بن الربيع ، فبقي عنده مدة طويلة فأراده الرشيد على شئ من أمره فأبى ، فكتب إليه بتسليمه إلى الفضل بن يحيى فتسلمه منه ... فوسع عليه الفضل بن يحيى وأكرمه ، فاتصل ذلك بالرشيد وهو بالرقة ، فكتب إليه ينكر عليه توسعته على موسى ويأمره بقتله ، فتوقف عن ذلك