٢ ـ يرى هارون أن مجرد اعتقاد أحد بوجود إمام غيره فرض الله طاعته ، يحلل له دم القائل به ، حتى لو يقم بأي عمل ضده !
لذا حركه وزيره البرمكي ضد هشام بقوله : « يا أمير المؤمنين إني قد استبطنت أمر هشام فإذا هو يزعم أن لله في أرضه إماماً غيرك مفروض الطاعة ، قال : سبحان الله ! قال : نعم ، ويزعم أنه لو أمره بالخروج لخرج » !
ولو كان هارون عقلانياً لقال لوزيره : فليزعم هشام أن موسى بن جعفر إمام من الله ، فلا شغل لنا به ما دام لم يخرج علينا !
٣ ـ حاول بعض الرواة أن يبرئ يحيى البرمكي من التحريض على هشام رحمهالله أو على الإمام الكاظم عليهالسلام ، لكن الصحيح أنه قام بذلك للإيقاع بالإمام وشيعته ، خاصة بوزيره جعفر بن الأشعث ، الذي جعل هارون ولده وولي عهده الأمين في حجره ، وقد نصت على ذلك مصادرنا .
٤ ـ مما يدل على التأثير القوي لمناظرات
هشام ، وحساسية الخلافة منها ، أن الإمام الكاظم عليهالسلام
أمر هشام بن الحكم في زمن المهدي والد هارون ، بأن يمتنع عن المناظرة لخطورة الظرف ! « عن يونس قال : قلت لهشام : إنهم يزعمون أن أبا الحسن عليهالسلام
بعث إليك عبد الرحمن بن الحجاج يأمرك أن تسكت ولا تتكلم ، فأبيت أن تقبل رسالته فأخبرني كيف كان سبب هذا ، وهل أرسل إليك ينهاك عن الكلام أو لا ، وهل تكلمت بعد نهيه إياك ؟ فقال هشام : إنه لما كان أيام المهدي شدد علي أصحاب الأهواء ، وكتب له ابن المفضل صنوف الفرق صنفاً صنفاً ، ثم قرأ الكتاب على الناس فقال يونس : قد سمعت الكتاب يقرأ على