الناس على باب الذهب بالمدينة ، ومرة أخرى بمدينة الوضاح فقال : إن ابن المفضل صنف لهم صنوف الفرق فرقة فرقة حتى قال في كتابه : وفرقة يقال لهم الزرارية ، وفرقة يقال لهم العمارية أصحاب عمار الساباطي ، وفرقة يقال لهم اليعفورية ، ومنهم فرقة أصحاب سليمان الأقطع ، وفرقة يقال له الجواليقية .
قال يونس : ولم يذكر يومئذ هشام بن الحكم ولا أصحابه ، فزعم هشام ليونس أن أبا الحسن عليهالسلام بعث إليه فقال له : كفَّ هذه الأيام عن الكلام ، فإن الأمر شديد ! قال هشام : فكففت عن الكلام حتى مات المهدي وسكن الأمر ، فهذا الأمر الذي كان من أمره وانتهائي إلى قوله » . ( معجم السيد الخوئي : ٢٠ / ٣٠٥ ) .
٥ ـ اشتهر حديث الإمام الكاظم عليهالسلام مع هشام حول مكانة العقل وقيمة الشخصية العقلانية . كما رويت لهشام مناظرات كثيرة مهمة ، ومن نماذجها :
« دخل ضرار بن عمرو الضبي على يحيى بن خالد البرمكي فقال له : يا أبا عمرو هل لك في مناظرة رجل هو ركن الشيعة ؟ فقال ضرار : هلم من شئت ، فبعث إلى هشام بن الحكم فأحضره فقال له : يا أبا محمد هذا ضرار وهو من قد علمت في الكلام والخلاف لك ، فكلمه في الإمامة ، فقال له : نعم ، ثم أقبل على ضرار ، فقال : يا أبا عمرو خبرني على ما تجب الولاية والبراءة أعلى الظاهر أم على الباطن ؟ فقال ضرار : بل على الظاهر فإن الباطن لا يدرك إلا بالوحي .
قال هشام : صدقت ، فأخبرني الآن أي الرجلين كان أذب عن وجه رسول الله صلىاللهعليهوآله بالسيف وأقتل لأعداء الله بين يديه ، وأكثر آثاراً في الجهاد ، أعلي بن أبي طالب أو أبو بكر ؟ فقال : بل علي بن أبي طالب ، ولكن أبا بكر كان أشد يقيناً !