فقال هشام : هذا هو الباطن الذي قد تركنا الكلام فيه ، وقد اعترفت لعلي عليهالسلام بظاهر عمله من الولاية وأنه يستحق بها من الولاية ما لم يجب لأبي بكر !
فقال ضرار : هذا هو الظاهر نعم . ثم قال له هشام : أفليس إذا كان الباطن مع الظاهر فهو الفضل الذي لا يدفع ؟ فقال له ضرار : بلى ، فقال له هشام : ألست تعلم أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال لعلي : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ؟ قال ضرار : نعم . قال هشام : أفيجوز أن يقول له هذا القول إلا وهو عنده في الباطن مؤمن ؟ قال : لا . قال هشام : فقد صح لعلي عليهالسلام ظاهره وباطنه ولم يصح لصاحبك لا ظاهر ولا باطن ، والحمد لله » . ( الفصول المختارة / ٢٨ ) .
٦ ـ يقصد بكلام هشام في العباس الذي أعجب هارون ، ما رواه الشريف المرتضى في الفصول المختارة / ٤٩ ، قال : « أخبرني الشيخ أدام الله عزه قال : سأل يحيى بن خالد البرمكي بحضرة هارون هشام بن الحكم رحمهالله فقال له : أخبرني يا هشام عن الحق هل يكون في جهتين مختلفتين ؟ قال هشام : لا ، قال فخبرني عن نفسين اختصما في حكم في الدين وتنازعا واختلفا ، هل يخلوان من أن يكونا محقين أو مبطلين ، أو يكون أحدهما مبطلاً والآخر محقاً ؟ فقال له هشام : لا يخلوان من ذلك وليس يجوز أن يكونا محقين على ما قدمت من الجواب . قال له يحيى بن خالد : فخبرني عن علي والعباس لما اختصما إلى أبي بكر في الميراث أيهما كان المحق من المبطل ، إذ كنت لا تقول إنهما كانا محقين ولا مبطلين ؟
قال هشام : فنظرت فإذا إنني إن قلت بأن
علياً عليهالسلام
كان مبطلاً كفرت وخرجت عن مذهبي ، وإن قلت إن العباس كان مبطلاً ضرب الرشيد عنقي ! ووردت