حرمه ووكلني عليه ، فكنت أقفل عليه عدة أقفال ، فإذا مضيت في حاجة وكلت امرأتي بالباب فلا تفارقه حتى أرجع !
قال بشار : فحول الله ما كان في قلبي من البغض حباً ! قال : فدعاني عليهالسلام يوماً فقال : يا بشار إمض إلى سجن القنطرة فادع لي هند بن الحجاج وقل له : أبو الحسن يأمرك بالمصير إليه ، فإنه سينهرك ويصيح عليك ، فإذا فعل ذلك فقل له : أنا قد قلت لك وأبلغت رسالته ، فإن شئت فافعل ما أمرني وإن شئت فلا تفعل ، واتركه وانصرف ! قال : ففعلت ما أمرني وأقفلت الأبواب كما كنت أقفل وأقعدت امرأتي على الباب وقلت لها : لا تبرحي حتى آتيك ! وقصدت إلى سجن القنطرة فدخلت إلى هند بن الحجاج فقلت : أبو الحسن يأمرك بالمصير إليه قال : فصاح علي وانتهرني فقلت له : أنا قد أبلغتك وقلت لك فإن شئت فافعل وإن شئت فلا تفعل ، وانصرفت وتركته وجئت إلى أبي الحسن عليهالسلام فوجدت امرأتي قاعدة على الباب والأبواب مغلقة ، فلم أزل أفتح واحداً واحداً منها حتى انتهيت إليه فوجدته وأعلمته الخبر ، فقال : نعم قد جاءني وانصرف ، فخرجت إلى امرأتي فقلت لها : جاء أحد بعدي فدخل هذا الباب ؟ فقالت : لا والله ما فارقت الباب ولا فتحت الأقفال حتى جئت .
قال : ورواني علي بن محمد بن الحسن الأنباري أخو صندل قال : بلغني من جهة أخرى أنه لما صار إليه هند بن الحجاج قال له العبد الصالح عند انصرافه : إن شئت رجعت إلى موضعك ولك الجنة ، وإن شئت انصرفت إلى منزلك ! فقال : أرجع إلى موضعي إلى السجن » .