وأن يلزم كل واحد منكما ما وُكل به وأمر بالقيام فيه بأمر ناحيته ، فإنكم إذا انتهيتم إلى كل ما أمرتم به استغنيتم بذلك عن معاودتي . وآمرك يا أبا علي بمثل ما أمرتك يا أيوب ، أن لا تقبل من أحد من أهل بغداد والمدائن شيئاً يحملونه ، ولا تلي لهم استيذاناً عليَّ ، ومُرْ من أتاك بشئ من غير أهل ناحيتك أن يُصَيِّره إلى الموكل بناحيته . وآمرك يا أبا علي في ذلك بمثل ما أمرت به أيوب ، وليقبل كل واحد منكما قبل ما أمرته به » .
ورواه في غيبة الطوسي / ٣٥١ ، وفيه : « وروى محمد بن يعقوب رفعه إلى محمد بن فرج قال : كتبت إليه أسأله عن أبي علي بن راشد ، وعن عيسى بن جعفر بن عاصم ، وعن ابن بند ، وكتب إلي : ذكرت ابن راشد رحمهالله فإنه عاش سعيداً ومات شهيداً ، ودعا لابن بند والعاصمي ، وابن بند ضرب بعمود وقتل ، وابن عاصم ضرب بالسياط على الجسر ثلاث مائة سوط ورميَ به في الدجلة ! فهؤلاء جماعة المحمودين ، وتركنا ذكر استقصائهم لأنهم معروفون مذكورون في الكتب » .
أقول : تدل هذه الرسالة على وجود الشيعة
من يومها وانتشارهم في بغداد وضواحيها وعلى أن نظام الوكلاء الذي اعتمده الأئمة عليهمالسلام
كان دقيقاً وفعالاً وحديثاً . وتشير الى ظروف المراقبة للإمام عليهالسلام
ووكلائه ، وبطش السلطة بخواص الشيعة والناشطين منهم