ثم ذكر حديثاً عن علي عليهالسلام جاء فيه : « إن لبني العباس يوماً كيوم الطموح ، ولهم فيه صرخة كصرخة الحبلى ، الويل لشيعة ولد العباس من الحرب التي سنح بين نهاوند والدينور ، تلك حرب صعاليك شيعة علي ، يقدمهم رجل من همدان اسمه على اسم النبي ، منعوت موصوف باعتدال الخلق وحسن الخلق ونضارة اللون ، له في صوته ضجاج ، وفي أشفاره وطف ، وفي عنقه سطع ، أفرق الشعر ، مفلج الثنايا ، على فرسه كبدر تمام إذا تجلى عنه الظلام ، يسير بعصابة خير عصابة آوت وتقربت ودانت لله بدين . تلك الأبطال من العرب الذين يلقحون حرب الكريهة ، والدبرة يومئذ على الأعداء . إن للعدو يومذاك الصيلم والإستئصال » .
أقول : يبدو أن النعماني رحمهالله قبل حديث عبد الله بن ضمرة عن كعب ، وحديث عمرو بن سعد عن أمير المؤمنين عليهالسلام ولكنهما لا يصحان . فمضافاً الى الإشكالات على متنه ، فإن راويه عبد الله بن ضمرة السلولي لم يوثق عندنا ، وحديثه مقطوع ، وكعب الأحبار لم يدرك النبي صلىاللهعليهوآله ولم يسند حديثه اليه . كما أن كعباً ليس ثقة عندنا ، وقد كان مع معاوية ضد علي عليهالسلام فلا ينسجم الحديث مع مذهبه !
نعم يحتمل أن يكون الحديث عن أبي بن كعب رحمهالله ونسب الى كعب لأن عبد الله بن ضمرة يروي عنهما ، لكن الإحتمال لا يكفي ( راجع : معجم السيد الخوئي : ١١ / ٢٤٠ ، وعلل الدارقطني : ١١ / ٤٤ وثقات العجلي : ١ / ١٢٩ ، وتاريخ بخاري : ٥ / ١٢٢ ) .
وأما حديث عمرو بن سعد فلم يوثقه أحد ، وفي بقية رجاله وفي متنه إشكال ، ثم هو يتحدث عن خراب بغداد في أحداث ستقع « سنة إظهار غيبة المتغيب من ولدي » ولا بد أن يكون المقصود به معركة الإمام المهدي عليهالسلام مع الظالمين .