شبهة ارتقابهم الأعياد عن طريق النجوم :
قلت : كان «تسدال» جعل مناط هذه الشبهة أن الصابئة تثبت أعيادهم بمراقبة خمسة نجوم في السماء وهي : (الجدي ، الزهرة ، زحل ، القمر ، والشمس).
وكذلك المسلمون تثبت أعيادهم بمراقبة أحد هذه الخمسة وهو القمر عند ما (يكون هلالا).
قلت : المعروف أن التقويم لأمم الأرض قديم جدا ، وهو إما شمسي وإما هلالي. والناس قد انقسمت عاداتهم في شهرهم وسنتهم القسمة العقلية. وذلك أن كل واحد من الشهر والسنة إما أن يكونا عدديين ، أو طبيعيين ، والسنة عددية ، أو بالعكس.
فالذين يعدونهما : فهؤلاء يجعلون الشهر ثلاثين يوما ، والسنة اثنى عشر شهرا. والذين يجعلونهما طبيعيين يجعلون الشهر قمريا ، والسنة شمسية.
ومنهم الذين جعلوا السنة طبيعية ، والشهر عدديا ، فهذا حساب الروم ، والسريانيين والقبط ونحوهم من الصابئين والمشركين. ممن يعد شهر كانون ونحوه عددا ويعتبر السنة الشمسية بسير الشمس.
أما اعتبار الشهر طبيعيا ، والسنة عددية فهو سنة المسلمين ومن وافقهم (١).
فالتقويم عند اليهود وعند المسلمين قمريا ، إلا أن اليهود يعتبرونه باجتماع القرصين ، أما النصارى فتجعل صيامها وسائر أعيادها دائرة على السنة الشمسية ، وتجعل سائر أعيادها دائرة على السنة الشمسية بحسب الحوادث التي كانت للمسيح عليهالسلام.
__________________
(١) انظر تفصيل ذلك في كتاب الصابئين حرانيين ومندائيين ـ لرشدي عليان.