فيما تيسر من وسائل الكتابة في عصرهم كالرقاع ، واللخاف ، والعسب ، والأقتاب ، وغير ذلك. ولم يمت رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إلا والقرآن محفوظ في الصدور والسطور.
وكان الباعث على كتابته حرص الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ على تبليغ الوحي على الوجه الأكمل ، وحرصا على عدم ضياع شيء منه ، أو نسيان بعضه ـ عكس ما زعم «بلاشير» أن الجمع كان لكثرة الموانع المادية (١) ثم تسجيله لأن الكتابة أبقى ولا يتطرق إليها ما يتطرق للمحفوظ من نسيان فيكون بهذا قد اجتمع للحفظ عاملان : الحفظ والكتابة.
مميزات جمع القرآن الكريم على عهده ـ صلىاللهعليهوسلم ـ :
١ ـ إنه لم يكن مجموعا في مصحف واحد ، بل كان مفرقا في الرقاع واللخاف ، والعسب ، والأكتاف ، وغيرها.
٢ ـ إنه لم يكن مرتب السور والآيات كتابة ، لأنه كتب أولا بأول على حسب نزوله.
٣ ـ إنه كان مكتوبا بما يحتمل القراءة بالأحرف السبعة التي نزل عليها.
٤ ـ كتب بعض الصحابة مصاحف خاصة بهم وكانت تتضمن منسوخ التلاوة من الآيات ، لعدم بلوغه الناسخ.
أما عدم جمع القرآن مرتبا كتابة في مصحف واحد فكان لتوقع نزول المزيد من الآيات على الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ولعدم اكتمال الوحي فلو أنه رتب وبدل مرة تلو المرة كلما نزل لأدى لتبديل وتغيير كثير في القرآن الكريم (٢).
__________________
(١) مقدمة القرآن ـ بلاشير ص ١٥.
(٢) انظر الوحي والقرآن الكريم ـ للذهبي طبعة مكتبة وهبة ـ مصر لسنة ١٤٠٦ / ١٩٨٦ م.
ص ١٢٩ ـ ١٣٠.