مريم؟ أليس أخواه عندنا؟ فمن أين له هذه الحكمة؟ (١) ليس هذا يدل على تناقض.
الناحية التاريخية تبطل قضية الصلب والفداء :
المعروف أن خبر الصلب لم ينتشر إلا بعد نحو مائتين وثلاثين سنة من صلب عيسى ـ على حسب زعمهم ـ وهذا لا يسير مع حجم الحدث وهي مردودة كذلك من :
الناحية العقلية : من ذلك :
١ ـ إذا كان الله سبحانه لم يرد الانتقام من آدم ـ عليهالسلام ـ لمعصيته فمن باب أولى أن يعفو عن الذنب ويتوب عن المذنب ، ولا يحمله لغيره من باب العدل الإلهي.
٢ ـ النصارى تقول إن عيسى ـ عليهالسلام ـ إله فكيف يوقع الإله عقوبة على الذي هو إله مثله أو هو جزء منه.
٣ ـ النصارى يعتقدون أن الصلب وقع على الناسوت فقط وهم يقولون إن الناسوت في اللاهوت كالماء في اللبن جوهران أصبحا جوهرا واحدا فكيف يعقل هذا؟!.
٤ ـ الله سبحانه «العدل» فكيف يعاقب إنسانا عن ذنب غيره فهل هذا يتمشى مع روح العدل الإلهي سبحانه.
٥ ـ لما ذا لم تذكر التوراة أمر لصوق الخطيئة ببني آدم وفيهم الأنبياء وقد ذكرت ما هو أدنى من ذلك مع أن هذا الأمر من الأهمية بمكان. كيف لا وهو قد حكم على جميع بني آدم بالجحيم حتى الأنبياء لتوارثهم خطيئة أبيهم حتى جاء عيسى ـ عليهالسلام ـ ليخلصهم من ذلك.
__________________
(١) انظر كتاب بين المسيحية والإسلام ص ١٦٤ ـ ١٦٨.