المبينة لكذب أولئك ويذلهم ويخزيهم ويفعل ذلك بمن اتبعهم ، كما قد وقع في هؤلاء وهؤلاء ، وقد دل القرآن على الاستدلال بهذا في غير موضع) اه (١).
فالكاذب المدعي النبوة رجل شرير فاجر ، شره المطامع ، دنيء المطالب ، فالكاهن والساحر والمنجم نفوسهم وضيعة مريضة شريرة خبيثة. ونفوسهم تكون مأوى للشياطين فلا ينتج عن هذا الاتصال إلا كل شر وخبث ومكر ووقيعة بين الناس ، لم يحمله على الدعوة إلا نفسه الخبيثة وأغراضه الخسيسة ، لذلك فإنه إذا تظاهر في البداية بالتدين والصلاح للتغرير بالبعض فإنه لا يطيق في البقاء عليه صبرا .. ولا يلبث أن يفتضح أمره وتظهر حقيقته لأعين الملأ. قال زهير بن أبي سلمى :
ومهما تكن عند امرئ من خليقة |
|
وإن خالها تخفى على الناس تعلم |
(٢) لذا سرعان ما افتضح للناس أمر مسيلمة الكذاب ، والأسود العنسي وغيرهما (٣).
أما القلوب الطاهرة النظيفة كقلوب الأنبياء فلا تكون مأوى إلا للنور الإلهي وحكمته ، فلا يخرج منها إلا كل طهر ونبل وحكمة ، وأغراضه من دعوته نبيلة.
أما النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ في الصلاح والتقى والخيرية ثابت ومؤيد من الله بالدلالة على صدقه بمعجزاته وهو خير أهل زمانه بلا منازع في كل أحواله.
لذا فالمعجزات عامة ، والقرآن الكريم خاصة ليست من قبيل السحر والشعوذة والتنجيم حتى لو كان هؤلاء السحرة والكهنة والمنجمون يأتون
__________________
(١) انظر كتاب بينات المعجزة الخالدة د / حسن عتر ـ دار النصر سوريا ط ١ ، ١٣٩٥ ه / ١٩٧٥ م. ص ٣٩ ـ ٤٧.
(٢) شرح المعلقات السبع ـ للزوزني ص ١٥٩ ـ مكتبة المعارف ـ بيروت.
(٣) بينات المعجزة الكبرى ـ حسن عتر ص ٣٩ ـ ٤٧.