ذلك عنه. ويؤكد هذا أن القرآن الكريم قد انتشر واشتهر وثبت تدوينه وحددت سوره بمصحف عثمان القطعي ولم يكن هاتان السورتان المزعومتان فيه ، والثابت في حق هذا المصحف وأمثاله أنه قد حرق فقد روى محمد والطفيل ابنا أبي بن كعب أنهما قالا لوفد أصحاب عبد الله عند ما طلب مصحف أبيهما : إن عثمان قد قبضه منه) (١).
فهذا كله يؤيد كونه دعاء فحسب ويرد نسبة إثبات هذا الدعاء على أنه قرآن في مصحفه ـ رضي الله عنه ـ.
والله تعالى أعلم.
أما ما زعموه كذلك أن سورا بكاملها ناقصة من القرآن الكريم أو بعض الآيات القرآنية مستدلين على ذلك بما عند الشيعة من روايات ساقطة وحجج واهية زاعمين أن الدافع من وراء ذلك مصلحة بعض الصحابة فسأذكر بعض هذه الأمثلة التي ذكروها والرد عليها.
١ ـ ما نسب للإمام علي من حذفه آية المتعة.
٢ ـ حذف من القرآن ما يتعلق بفضائل آل البيت وولايتهم كحذف سورة الولاية التي كانت ٧ آيات. وكما فعل بسورة الأحزاب التي كانت لا تقل طولا عن سورة البقرة ـ ٢٨٦ آية.
٣ ـ حذف جزء من سورة «لم يكن» كان فيها أسماء سبعين رجلا من قريش.
٤ ـ الحذف من سورة النور التي كانت أكثر من مائة آية ، وسورة الحجر التي كانت تحوي ١٩٠ آية وسورة النورين التي كانت ٤١ آية.
٥ ـ مصحف فاطمة وعلي الخاص بهما.
__________________
(١) انظر حاشية كتاب تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ص ٤٧ ، ونكت الأنصار لنقل القرآن ص ٨٠.