يوم الجمعة لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأوّل (١).
قلت : غلط ابن قانع ، وغيره ، فقالوا في ربيع الآخر ، فليعرف ذلك.
وقال الخلّال : ثنا المروذيّ قال : أخرجت الجنازة بعد منصرف النّاس من الجمعة.
قلت : وقد روى الإمام أحمد في «مسندة» (٢) : ثنا أبو عامر ، ثنا هشام بن سعد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن ربيعة بن سيف ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «ما من مسلم يموت يوم الجمعة إلّا وقاه الله فتنة القبر» (٣).
وقال صالح : وجّه ابن طاهر ، يعني نائب بغداد ، بحاجبه مظفّر ، ومعه غلامين معهما مناديل ، فيها ثياب وطيب فقالوا : الأمير يقرئك السّلام ويقول : قد فعلت ما لو كان أمير المؤمنين حاضره كان يفعل ذلك.
فقلت : أقرئ الأمير السّلام وقل له : إنّ أمير المؤمنين قد كان أعفاه في حياته ممّا كان يكره ، ولا أحبّ أن أتبعه بعد موته بما كان يكره في حياته. فعاد وقال : يكون شعاره ، فأعدت عليه مثل ذلك (٤).
وقد كان غزلت له الجارية ثوبا عشاريا قوّم بثمانية وعشرين درهما ليقطع منه قميصين ، فقطعنا له لفافتين ، وأخذ منه فوزان لفافة أخرى ، فأدرجناه في ثلاث لفائف ، واشترينا له حنوطا ، وفرغ من غسله ، وكفّناه. وحضر نحو مائة من بني هاشم ونحن نكفّنه ، وجعلوا يقبّلون جبهته حتّى رفعناه على السّرير (٥).
وقال عبد الله بن أحمد : صلّى على أبي محمد بن عبد الله بن طاهر ، غلبنا على الصّلاة عليه. وقد كنّا صلّينا عليه نحن والهاشميّون في الدّار (٦).
__________________
(١) السير ١١ / ٣٣٧.
(٢) ج ٢ / ١٦٩.
(٣) وأخرجه الترمذي (١٠٧٤) من طريق عبد الرحمن بن مهدي ، وأبي عامر العقدي ، عن هشام بن سعد.
(٤) السير ١١ / ٣٣٨.
(٥) مناقب الإمام أحمد ٤١٢.
(٦) سير أعلام النبلاء ١١ / ٣٣٨.