كتبت عنه وحضرت مجلس إملائه ، وسمعت أبا القاسم الحافظ بدمشق يثني عليه ثناء حسنا ، ويفخّم أمره ، ويصفه بالحفظ والإتقان.
قال أبو سعد (١) : ولمّا وردت أصبهان كان لا يخرج من داره إلّا لحاجة مهمّة كان شيخه إسماعيل الحافظ هجره ومنعه من حضور مجلسه لمسألة جرت في النّزول ، وكان كوتاه يقول : أقول النّزول بالذّات ، وكان شيخنا إسماعيل ينكر هذا ، وأمره بالرجوع عن هذا الاعتقاد ، فما فعل ، فهجره لهذا (٢).
قلت : ورحل بعد الخمسمائة إلى بغداد ، وحجّ وسمع ، ورحل إلى نيسابور ، ولقي أبا بكر الشّيرويّيّ (٣).
وقد روى عن ابن ماجة (٤) بجزء لوين (٥) ، وكان عاليا له. وقد روى عنه الكبار.
وقال ابن السّمعانيّ : ثنا عبد الخالق بن زاهر بنيسابور ، نا أبو العلاء صاعد بن سيّار الحافظ إملاء ، ثنا عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد بمدينة النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : أنا روح بن محمد ، أنا أبو الحسن الخرجانيّ (٦) ، أنا ابن خرّزاذ ،
__________________
(١) في التحبير ١ / ٥٣٣.
(٢) وقال ابن السمعاني : سمعت منه بأصبهان وقرأت عليه ، وكتبت عنه مجلسا في إملائه.
(٣) الشيرويّيّ : بكسر الشين المعجمة ، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين ، ضم الراء ، وفي آخرها ياء أخرى. هذه النسبة إلى شيرويه ، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب ٧ / ٤٦٦).
(٤) هو أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن ماجة الأبهري الأصبهاني. سمع جزء لوين من أبي جعفر بن المرزبان ، وتفرّد بعلوّه في الدنيا. توفي سنة ٤٨١ ه.
(٥) لوين : هو الحافظ أبو جعفر محمد بن سليمان بن حبيب الأسدي. توفي سنة ٢٤٦ ه. (تقدّمت ترجمته في الطبقة ٢٥ (حوادث ووفيات ٢٤١ ـ ٢٥٠ ه. / ص ٤٣٨ رقم ٤٣٧).
(٦) الخرجاني : بفتح الخاء المعجمة وسكون الراء ثم جيم. نسبة إلى خرجان ، محلّة كبيرة بأصبهان. وهو : علي بن أحمد بن محمد بن الحسين الخرجاني الأصبهاني. توفي سنة ٤٢٠ ه. (تقدّمت ترجمته في الطبقة ٤٢ ـ حوادث ووفيات ٤٠١ ـ ٤٢٠ ه ـ ص ٤٨٥ ، ٤٨٦ رقم ٤٠٩).