سافر في صباه إلى العجم ، وبقي بها في الخدمة زمانا. وكان يكتب خطّا منسوبا ، خبيرا باللّسان السّريانيّ واللّسان الفارسيّ ، واللّغة ، وله نظم حسن ، ظريف. وكان والده أبو العلاء صاعد طبيبا مشهورا.
وكان أمين الدّولة ، وأبو البركات أوحد الزّمان في خدمة المستضيء بأمر الله ، وكان أوحد الزّمان أفضل من أمين الدّولة في العلوم الفلسفيّة ، وله فيها تصانيف. وكان الآخر أبصر بالطّبّ ، وكان بينهما عداوة ، ولكن كان ابن التّلميذ أوفر عقلا ، وأجود طباعا.
وقال ابن خلّكان (١) : كان أوحد الزّمان ، واسمه هبة الله بن محمد بن ملكا (٢) ، يهوديّا فأسلم في آخر أيّامه ، وأصابه الجذام فعالج روحه [بتسليط الأفاعي] (٣) على جسده بعد أن تجرّعها ، فبالغت في نهشه ، فبرئ من الجذام وعمي (٤) ، فعمل ابن التلميذ :
لنا صديق يهوديّ حماقته |
|
إذا تكلّم تبدو فيه من فيه |
يتيه والكلب أعلى (٥) منه منزلة |
|
كأنّه بعد لم يخرج من التّيه (٦) |
وقال الموفّق عبد اللّطيف بن يوسف : كان ابن التّلميذ كريم الأخلاق ، عنده سخاء ومروءة ، وأعمال في الطّب مشهورة ، وحدوس صائبة ، منها أنّه أدخل إليه رجل ينزف دما [في زمن الصّيف] (٧) فسأل تلاميذه ، وكانوا قدر
__________________
(١) في وفيات الأعيان ٦ / ٧٤.
(٢) في الوفيات : «هبة الله بن علي بن ملكان» ، والمثبت يتفق مع : معجم الأدباء ، وأخبار العلماء ٢٢٤ ، ومن ترجمته الآتية برقم (٣٨٠) ، وجاء في وفيات الأعيان ٦ / ٧٦ : «ملكان جدّ أوحد الزمان ، وهو بفتح الميم والكاف وبينهما لام ساكنة ، وبعد الألف نون».
(٣) في الأصل بياض. والمستدرك من وفيات الأعيان ٦ / ٧٤.
(٤) ستأتي ترجمة أوحد الزمان برقم (٣٨٠).
(٥) في الأصل : «أعلا».
(٦) معجم الأدباء ١٩ / ٢٧٨ ، وفيات الأعيان ٦ / ٧٤ ، أخبار العلماء ٢٢٥ ، تاريخ مختصر الدول ٢١٠.
(٧) في الأصل بياض ، والمستدرك من وفيات الأعيان ٦ / ٧٧.