ورحل إلى أصبهان فقرأ بها على : أبي الفتح أحمد بن محمد الحدّاد ، وأبي سعد المطرّز ، وأبي عليّ الحدّاد.
وسمع من : أحمد بن محمد بن الحافظ أبي بكر بن مردويه.
وسمع بهمذان من : ناصر بن مهدي المشطبيّ ، وبالدّون (١) من عبد الرحمن بن حمد الدّوني.
ودخل بغداد سنة خمسمائة فسمع بها : الحسين بن الطّيوريّ ، وأبا القاسم عليّ بن الحسين الرّبعيّ ، وأبا سعد بن خشيش ، وأبا الحسن العلّاف ، وجماعة.
وتفقّه على الإمام أبي بكر الشاشيّ. ورحل إلى واسط ، وتفقّه على قاضيها أبي عليّ الفارقيّ.
وسمع بالكوفة ، والبصرة ، والحجاز. وصنّف في الفقه ، والحديث ، والزهد.
وحدّث «بسنن النّسائيّ» ، عن الدّونيّ.
قال أبو سعد السّمعانيّ : فقيه ، فاضل ، زاهد ، حسن السّيرة ، عزيز النّفس ، سخيّ بما يملك ، قانع بما هو فيه ، كثير الصّوم والعبادة. صنّف تصانيفا في الفقه ، وأورد فيها أحاديث بأسانيده. سمعت منه وسمع منّي.
وكان حسن الأخلاق دائم البشر ، متواضعا. وكان له عمامة وقميص بينه وبين أخيه ، إذا خرج ذاك قعد ذا ، وإذا خرج ذا قعد الآخر (٢).
__________________
= بفتح الفاء والسين. نسبة إلى نساء وهي بلدة من بلاد فارس يقال لها : بسا. (الأنساب ٩٠ / ٣٠٥).
(١) الدّون : بضم أوله ، وآخره نون. قرية من أعمال دينور ، (معجم البلدان ٢ / ٤٩٠).
(٢) وقال ابن السمعاني : الأخوان الإمامان علي ومحمد ابنا أحمد بن الحسين بن محمويه اليزديان ، نزلا بغداد ، وكانا من الدين والعلم بمكان. سمعت منهما. وكان عليّ يقول : أنا وأخي نحيي الليل ، أنا أطالع النصف الأول ، ومحمد أخي يصلّي النصف الأخير. كتبت عنهما ببغداد. (الأنساب ١٢ / ٤٠٠).