والحاصل أن الله سبحانه قد استنفد مع فرعون كل السبل ، إلا أنه أبى واستكبر وأسرف وعلا علواً كبيراً ، (فَأَخَذَهُ اللهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى) (١) ، فهل كان حال أعداء أهل البيت كحال فرعون؟!
٣ إن إنزال العذاب معلق على مشيئة الله سبحانه ، كما أخبر في كتابه العزيز إذ قال (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ ، وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٢) ، (قالَ عَذابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) (٣).
وقد شاء الله سبحانه أن يمهل أعداء الدين ويملي لهم ليزدادوا اثماً كما تقدم.
٤ ـ إن أهل البيت عليهمالسلام رحمة مهداة إلى هذه الأمة وأمان لها ، بهم يرفع الله العذاب عن الناس ، فإذا ذهبوا أتى الأمَّة ما يوعدون ، كما أخبر النبي صلىاللهعليهوآله فيما أخرجه الحاكم وصحَّحه عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : النجوم أمان لأهل السماء ، فإن طُمست أتى السماء ما يُوعَدون ، وأنا أمان لأصحابي ، فإذا قُبِضت أتى أصحابي ما يُوعدون ، وأهل بيتي أمان لأمتي ، فإذا ذهب أهل بيتي أتى أمتي ما
__________________
(١) سورة النازعات ، الآية ٢٥.
(٢) سورة المائدة ، الآية ٤٠.
(٣) سورة الأعراف ، الآية ١٥٦.