كانت الأصول الأربعمائة التي حوت آثار الصادقين عليهمالسلام متداولة ومتوافرة ، وهذان الأمران ربما يسَّرا له السبيل للتحقق من صحة رواياته.
كتاب الكافي فيه الصحيح والضعيف
إن علماء الشيعة الإمامية لم يعطوا كتاب الكافي ولا غيره من كتب الحديث تلك المنزلة التي أعطاها علماء أهل السنة إلى صحيحي البخاري ومسلم ، الذين أجمعوا على صحة كل ما فيهما من أحاديث ، وحكموا بأنها صادرة من النبي صلىاللهعليهوآله قطعاً.
وإنما حكم علماء الإمامية بأن ما في الكافي من الأحاديث ، منه الصحيح المعتبر ، ومنه الضعيف الذي لا يُحتج به ولا يعوَّل عليه.
قال المحقق السيد الخوئي أعلى الله مقامه : لم تثبت صحة جميع روايات الكافي ، بل لا شك في أن بعضها ضعيفة ، بل إن بعضها يُطمأن بعدم صدورها من المعصوم عليهالسلام (١).
وقال السيد محمد المجاهد قدسسره (ت ١٢٤٢ ه) : الذي عليه محققو أصحابنا عدم حجية ما ذكره الكليني ، ولهذا لم يعتمدوا على كل رواية مروية في الكافي ، بل شاع بين المتأخرين تضعيف كثير من الأخبار المروية فيه سنداً ... وقد اتفق لجماعة من القدماء كالمفيد وابن
__________________
(١) معجم رجال الحديث ١/٩٢.