والله لكذب عليه عزوجل ، وهو يقول (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً).
والجواب :
١ ـ أن الحديث لا دلالة فيه على أن الله أوحى إلى الإمام موسى الكاظم عليهالسلام أنه غضب على الشيعة وأنه خيَّره نفسه أو الشيعة ، لأنه عليهالسلام لم يقل : «إن الله عزوجل أوحى إليَّ ذلك».
والحديث لا يدل على أكثر من أن الإمام عليهالسلام علم بأن الله سبحانه قد غضب على جمع من الشيعة ، أما كيف علم الإمام عليهالسلام بذلك فهذا شيء آخر.
ويحتمل في المقام أمران :
١ ـ أنه عليهالسلام علم ذلك بالإلهام ، فإن الإلهام يقع في هذه الأمَّة ، وأثبته أهل السنة لجمع من الناس ، منهم عمر بن الخطاب.
واستدلوا على ثبوت الإلهام لخصوص عمر بن الخطاب بما أخرجه البخاري مسلم والترمذي وأحمد والحاكم وابن حبان والطيالسي والطحاوي وغيرهم عن أبي هريرة أنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدَّثون ، فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر (١).
__________________
(١) صحيح البخاري ٤/٢١١ كتاب الأنبياء ، باب رقم ٥١. صحيح مسلم ٤/١٨٦٤