النبوية الطاهرة جمع ألفاظ القرآن الكريم في مصحف ، فإنا قد بيَّنا فساده.
بل الذي ذهب إليه مَن وقفنا على قوله من علماء الشيعة الأبرار أن القرآن كان مجموعاً في زمان رسول الله صلىاللهعليهوآله غير متفرق.
فقد ذكر أمين الإسلام الطبرسي رضوان الله عليه (ت ٥٤٨ ه) ما أفاده السيد المرتضى رحمهالله في هذه المسألة إذ قال : وذكر [في أجوبة المسائل الطرابلسيات] أيضاً أن القرآن كان على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله مجموعاً مؤلّفاً على ما هو عليه الآن ، واستدل على ذلك بأن القرآن كان يُدرَس ويُحفظ جميعه في ذلك الزمان ، حتى عين على جماعة من الصحابة في حفظهم له ، وأنه كان يُعرَض على النبي صلىاللهعليهوآله ويُتلَى عليه ، وأن جماعة من الصحابة مثل عبد الله بن مسعود وأُبَي بن كعب وغيرهما ختموا القرآن على النبي صلىاللهعليهوآله عدة ختمات ، وكل ذلك يدل بأدنى تأمل على أنه كان مجموعاً مرتَّباً غير مبتور ولا مبثوث. وذكَر أن مَن خالف في ذلك من الإمامية والحشوية لا يُعتَد بخلافهم ، فإن الخلاف في ذلك مضاف إلى قوم من أصحاب الحديث نقلوا أخباراً ضعيفة ظنّوا صحَّتها ، لا يُرجَع بمثلها عن المعلوم المقطوع على صحته (١).
__________________
(١) مجمع البيان ١/١٥.