والجواب :
١ أن أهل البيت عليهمالسلام عباد لله مكرمون ، لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون. والله قادر على نصرهم بغير العصا ، ولكن اقتضت حكمته جل شأنه أن يمهل أعداء الدين من أئمة الجور ، ويملي لهم ليزدادوا اثماً ، ثمّ يأخذهم أخذ عزيز مقتدر. قال تعالى (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ ، إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً ، وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) (١).
٢ ـ لقد كان أعداء أهل البيت يُظهِرون الإسلام أو يتظاهرون به ، ولم يكن حالهم في إعلان الحرب لله كحال فرعون الذي عتا عتواً كبيراً. قال تعالى (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً ، يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) (٢).
ثمّ تمادى في غيِّه فادّعى الربوبية لنفسه ، وكذب بموسى عليهالسلام لما جاءه بالدلائل الواضحة الدالة على صدقه. قال سبحانه (اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى * فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى* وَأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ فَتَخْشى * فَأَراهُ الْآيَةَ الْكُبْرى * فَكَذَّبَ وَعَصى * ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعى * فَحَشَرَ فَنادى * فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى) (٣).
فلما آمن بموسى من آمن توعَّدهم فرعون بالتنكيل والقتل (قالَ
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية ١٧٨.
(٢) سورة القصص ، الآية ٤.
(٣) سورة النازعات ، الآيات ١٧ ـ ٢٤.