جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (١).
ثمّ إن غير المعصوم لا يُوثق بصحة قوله ، ويُشَك في نفاذ أمره وحكمه ، لاحتمال خطئه ونسيانه وغفلته وجهله وتعمده للكذب ، فلا يتوجه الأمر بطاعته مطلقاً في قوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (٢) مع أن الله سبحانه ساوى في هذه الآية بين طاعته وطاعة رسوله وطاعة أولي الأمر وهم الأئمة عليهمالسلام وذلك لانتفاء الخطأ في الكل ، وقد تقدّم بيان ذلك مفصَّلاً (٣).
هذا مضافاً إلى أن الإمامة العظمى والخلافة الكبرى التي يتوقف عليها بقاء الدين واستقامة أمور المسلمين لا يصح أن توكل إلى إمام يصيب ويخطئ ، ويحكم في القضية بحكم ثمّ ينقضه ، ويفتي في المسألة بفتوى ثمّ يبدّلها ، فينمحق الدين وتتبدَّل أحكام شريعة سيد المرسلين مع توالي الأئمة وتطاول الأزمنة.
لأجل ذلك كله وجب أن يكون إمام المسلمين معصوماً منصوصاً عليه.
أما متى يجد المسلمون هذا الإمام؟ فالجواب أنه موجود (٤) ، والنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
__________________
(١) التفسير الكبير ٩/٦٧.
(٢) سورة النساء ، الآية ٥٩.
(٣) سورة البقرة ، الآية ١٢٤.
(٤) راجع ما كتبناه في كتابنا دليل المتحيرين ، ص ٣١٥ ـ ٣٢٧ في إثبات أن إمام العصر هو الإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري عليه السلام ، فإنه جداً ومهم.