وقوله : ليتحقق لرؤساء هذه الطائفة ولمن وراءهم من ذوي النيات الفاسدة والأطماع الخبيثة ما يريدونه من العيش على حساب هدم الإسلام وتمزيق شمل المسلمين.
جوابه : أن أئمة أهل البيت عليهمالسلام مع أنهم كانوا هم أولى الناس بالأمر إلا أنهم لم يدّخروا وسعاً في إرشاد الناس عامة ونصح الخلفاء خاصة بما يضمن للمسلمين عزّهم ووحدتهم.
قال الشيخ محمد رضا المظفر قدسسره في طي كلامه الذي عقده لبيان عقيدة الشيعة في الوحدة الإسلامية : عُرف آل البيت عليهمالسلام بحرصهم على بقاء مظاهر الإسلام والدعوة إلى عزّته ووحدة كلمة أهله ، وحفظ التآخي بينهم ، ورفع السخيمة من القلوب والأحقاد من النفوس.
ثمّ ذكر جملة من مواقف أمير المؤمنين والحسن والحسين عليهمالسلام الدالَّة على ذلك ، ثمّ قال : وكذلك باقي الأئمة عليهمالسلام في مواقفهم مع ملوك عصرهم وإن لاقوا منهم أنواع الضغط والتنكيل ، فإنهم لما علموا أن دولة الحق لا تعود إليهم انصرفوا إلى تعليم الناس
__________________
(اني تارك فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنهما لي يفترقا حتى يردا عليّ الحوض). راجع ما كتبناه حول هذا الحديث في كتابنا دليل المتحيرين ، ص ١٨٩ ـ ٢٠٠.