والجواب :
أن إعادة دولة المجوس الكسروية ليست من غايات الشيعة ، ولو كانت هذه هي غايتهم لَسَعوا إليها وأعادوا بناءها ، فإن الشيعة قامت لهم دول على ممر العصور ، ولم يعيدوا المجوسية ولا اليهودية ، ولم يدعُوا إليهما.
وأما ما أشار إليه من قتل عمر بن الخطاب بيد غلام مجوسي ، فهذا لا علاقة له بالشيعة ، لأن هذا الغلام لم يكن شيعياً ولا مملوكاً لواحد من الشيعة ، وإنما هو غلام للمغيرة بن شعبة الذي كان من المنحرفين عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام. وكان هذا الغلام حدَّاداً نقَّاشاً نجَّاراً حاذقاً ، وكان المغيرة قد ضرب عليه مائة درهم في الشهر كما في بعض الأخبار ، أو أربعة دراهم في اليوم كما في بعض آخر ، فاشتكى إلى عمر شدة الخراج ، فقال له عمر : ما خراجك بكثير. فانصرَف ساخطاً يتذمّر ، وأضمر لعمر السوء ، فكمن له وقتله (١).
هذا مع أن الذي ذكره غير واحد أنه كان غلاماً نصرانيّاً ولم يكن مجوسيّا (٢) ، ولا أقل فالأخبار في دينه متضاربة.
ولعله كان مسلماً ، إلا أنه لمَّا قتل عمر وصَموه بالمجوسية ، والله أعلم بحقائق الأمور.
وأما عبد الله بن سبأ ، فالذي أفاده جمع من المحققين (٣) والباحثين أنه
__________________
(١) الطبقات الكبرى ٣/٣٤٥. المستدرك ٣/٩١. تاريخ الإسلام ٣/٢٧٧. تاريخ الخلفاء ، ص ١٠٦. تاريخ الخميس ٢/٢٤٨. مروج الذهب ٢/٣٢٠. الكامل في التاريخ ٣/٤٩.
(٢) المستدرك ٣/٩١. الكامل في التاريخ ٣/٤٩.
(٣) قال السيد أبو القاسم الخوئي أعلى الله مقامه في كتابه معجم رجال الحديث