نزولاً قبل اللاحق ، وهكذا.
وجمع القرآن بهذا النحو لم يتأتَّ لأحد من هذه الأمّة إلا لعليٍّ بن أبي طالب علي السلام.
فقد أخرج ابن سعد وابن أبي داود وغيرهما عن محمد بن سيرين ، قال : لمَّا توفي النبي صلىاللهعليهوآله أبطأ علي عن بيعة أبي بكر ، فلقيه أبو بكر فقال : أكرهت إمارتي؟ فقال : لا ، ولكن آليت أن لا أرتدي بردائي إلا إلى الصلاة حتى أجمع القرآن. فزعموا أنه كتبه على تنزيله. فقال محمد : لو أصيب ذلك الكتاب كان فيه العلم (١).
وقال السيوطي : وأخرجه ابن أشتة في المصاحف من وجه آخر عن ابن سيرين ، وفيه أنه يعني عليّا عليهالسلام كتَب في مصحفه الناسخ والمنسوخ ، وأن ابن سيرين قال : تطلَّبتُ ذلك الكتاب ، وكتبتُ فيه إلى المدينة فلم أقدر عليه (٢).
وقول الجزائري : «والقصد منه عند واضعه هو تكفير المسلمين من غير آل البيت وشيعتهم».
يردّه أن القول بأن أهل البيت عليهمالسلام جمعوا القرآن كله
__________________
(١) الطبقات الكبرى ٢/٢٣٨ ، المصاحف ص ١٦ ، وراجع تاريخ الخلفاء ، ص ١٧٣ ، الإتقان في علوم القرآن ١/١٢٧ ، كنز العمال ٢/٥٥٨ ، حلية الأولياء ١/٦٧ ، الفهرست لابن النديم ، ص ٤١.
(٢) الإتقان في علوم القرآن ١/١٢٧.