خالياً من شوائب التأويل الباطل ، الذي تعمّده المغرضون من دعاة الشيعة للإضلال والإفساد.
والجواب :
أما أن المرء لا يمكنه أن يظفر بالإيمان الصحيح والعمل الصالح إلا إذا فرَّ إلى ساحة أهل السنة والجماعة فهذا ادِّعاء محض ، يدَّعيه أهل السنة ويدَّعي مثله غيرهم ، لأن (كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) وبما عندهم راضون.
وساحة أهل السنة التي ذكرها رأيناها بعد مزيد الفحص والتتبُّع جدباء مقفرة ، فيها ظلمات بعضها فوق بعض.
ثمّ إن أهل السنة أنفسهم اختلفوا إلى مذاهب عديدة يطعن بعضهم في بعض (١)، فأي ساحة من هذه الساحات هي التي نظفر فيها بمعرفة
__________________
(١) ولو أردنا أن نستقصي هذه الطعون لملأنا الصحف والطوامير ، إلا أنا نذكر يسيراً يغني عن كثير : ومن ذلك ما ذكره الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد عن أبي بكر بي أبي داود السجستاني أنه قال يوماً لأصحابه : ما تقولون في مسألة اتفق عليها مالك وأصحابه ، والشافعي وأصحابه ، والأوزاعي وأصحابه ، والحسن بن صالح وأصحابه ، وسفيان الثوري وأصحابه ، وأحمد بن حنبل وأصحابه؟ فقالوا : يا أبا بكر ، لا تكون مسألة أصح من هذه. فقال : هؤلاء كلهم اتفقوا على ضلال أبي حنيفة.
وقال الأوزاعي وحماد ١٢/ ٤١٩ وسفيان الثوري ١٣/ ٤١٩ وابن عون ١٣ / ٤٢٠ : ما وُلد مولود في الإسلام أضر على الإسلام من أبي حنيفة. راجع ما كتبه الخطيب البغدادي عن ابي حنيفة في تاريخ بغداد ١٢/ ٣١٩ ـ ٤٥١ وكذلك ما كتبه