ومن ذلك كله يتضح أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم نص على الأئمة من بعده ، فذكر عددهم وأوصافهم التي لا تنطبق إلا على أئمة أهل البيت الاثني عشر عليهمالسلام.
هذا مع أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أراد أن يكتب قبل موته كتاباً يبيِّن فيه الخلفاء من بعده ، فأمر بإحضار دواة وكتف (١) ، فعلم القوم بغرضه ، فحالوا بينه وبين كتابة ذلك الكتاب.
فإذا كانوا قد تجَرّءوا على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فحالوا بينه وبين كتابة أسماء الخلفاء ، فجرأتهم من بعده على جحد النصوص الكلامية سهلة ومتوقعة ، إلا أن ما بقي من النصوص فيه غنىً وكفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
قال الجزائري : أيها الشيعي اعلم أنك مسئول عن نجاة نفسك ونجاة أسرتك ، فابدأ بإنقاذهما من عذاب الله ، واعلم أن ذلك لا يكون إلا بالإيمان الصحيح والعمل الصالح ، وأن الإيمان الصحيح كالعمل الصالح لا تجدهما إلا في كتاب الله وسنة رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأنك وأنت محصور في سجن المذهب الشيعي المظلم لا يمكنك أن تظفر بمعرفة الإيمان الصحيح ولا العمل الصالح إلا إذا فررت إلى ساحة أهل السنة والجماعة ، حيث تجد كتاب الله
__________________
٣ / ٨٠٧.
(١) سبق تخريج مصادره في صفحة ١٣٩.