نص على الأئمة من بعده ، فبيَّن أنهم من أهل بيته حيث قال : إني تارك فيكم الثقلين : «كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسَّكتم بهما فلن تضلّوا بعدي أبداً».
وبيَّن المراد بأهل بيته فيما أخرجه مسلم عن عائشة ، قالت : خرج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وعليه مِرْط مرحَّل من شَعر أسوَد ، فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثمّ جاء الحسين فدخل معه ، ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها ، ثمّ جاء علي فأدخله ، ثمّ قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (١).
وبيَّن أن الأئمة من بعده اثنا عشر ، فقال : لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة ... كلهم من قريش (٢).
وبيَّن أن هؤلاء الأئمة هم الذين اجتمعت الأمّة على صلاحهم وحسن سيرتهم ، وطيب سريرتهم ، إذ قال في بعض الطرق الصحيحة : كلهم تجتمع عليه الأمة (٣).
__________________
(١) صحيح مسلم ٤/١٨٨٣ كتاب فضائل الصحابة ، باب فضائل اهل بيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وفي رواية قال (ص) : رب إن هؤلاء أهل بيتي (المستدرك ٣/١٠٨ ـ ١٠٩ وصححه ووافقه الذهبي). وفي رواية أخرى قال : اللهم هؤلاء أهلي (المستدرك ٣/١٤٦ وصححه ووافقه الذهبي أيضا). راجع روايات الباب في كتابنا دليل المتحيرين ص ٢٠٩/٢٠٦.
(٢) سبق تخريج مصادره في صفحة ٨٣.
(٣) أخرجه أبو داود في سننه ٤/١٠٦ ، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود