قال الجزائري : ٢ ـ اختصاص آل البيت بعلوم ومعارف دون سائر المسلمين ، وهو خيانة صريحة تنسب إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ونسبة الخيانة إليه صلىاللهعليهوآله كفر لا شك فيه ولا جدال.
والجواب
١ ـ أن اختصاص النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أحداً من هذه الأمة بعلم لا يُعد خطأ ولا خيانة ، ولا سيما إذا كانت ثمة منفعة خاصة أو عامة ، ولهذا خص النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حذيفة بن اليمان رضي الله عنه بأسماء المنافقين دون غيره من الناس حتى سُمّي بصاحب سر رسول الله.
كما خص بعض أزواجه بحديث وسألها كتمانه (١) ، فلما أفشته أطلعه الله عليه. قال عز من قائل (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ) (٢).
وخصَّ فاطمة عليهاالسلام بما خصّها به عند وفاته فيما أخرجه البخاري بسنده عن عائشة ، قالت : أقبلتْ فاطمة تمشي كأن مشيتها
__________________
(١) قيل: تبّاها بأن ابابكر وعمر يليان الامر من بعده ، وهو مروي عن ابن عباس. وقيل : نباها بأنه حرّم مارية على نفسه ، أو حرّم نفسه شرب المسل. راجع تفسير القرآن العظيم ٤/ ٣٩٠ التفسير الكبير ٣٠/٤٢ ـ ٤٢ الدر المنثور ٨ / ٢١٨.
(٢) سورة التحريم ، الآية ٣.