النهي عن رد ما قاله أهل الكتاب مما لم تثبت صحته ولم يتّضح بطلانه.
فقد أخرج البخاري بسنده عن أبي هريرة ، أنه قال : كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية ويفسِّرونها بالعربية لأهل الإسلام ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لا تصدّقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم ، (وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ) الآية (١).
وأخرج أبو داود وأحمد والحاكم وابن حبان وغيرهم عن أبي نملة الأنصاري ، عن أبيه : أنه بينما هو جالس عند رسول الله صلىاللهعليهوآله وعنده رجل من اليهود مرّ بجنازة ، فقال : يا محمد هل تتكلم هذه الجنازة؟ فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : الله أعلم. فقال اليهودي : إنها تتكلم. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما حدّثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم ، وقولوا : آمنّا بالله ورسله. فإن كان باطلاً لم تصدّقوه ، وإن كان حقاً لم تكذّبوه (٢).
__________________
(١) صحيح البخاري ٣/٢٣٧ كتاب الشهادات ، باب لا يسأل أهل الشرك عن الشهادة وغيرها ، ٦/٢٥ كتاب التفسير ، تفسير سورة البقرة ، باب وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه ، ٩/١٣٦ كتاب الاعتصام ، باب قول النبي (ص) : لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء.
(٢) سنن ابي داود ٣/٣١٨ حديث ٣٦٤٤. مسند أحمد ٤/١٣٦. المستدرك على الصحيحين ٣/٣٥٨. الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان ٨/٥٢. شرح السنة ١/٢٦٨.