له والحرص على تعليمه ، فكان يجيب علياً عليهالسلام إذا سأله ، ويبتدئه إذا لم يسأله.
وإذا صح عندهم أن أبا هريرة كان عنده وعاءان من العلم تلقَّاهما من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فبثَّ أحاديثه الكثيرة من أحد ذينك الوعاءين ، فكيف يُستبعد أن يحوي علي عليهالسلام ألف باب من العلم ، يُفتح له من كل باب ألف باب ، مع قرب منزلته من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكثرة ملازمته له ، وطول صحبته ، وكثرة مساءلته لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وشدة ذكائه ، وقوة حافظته كما مر بيانه مفصلاً؟!
هذا مضافاً إلى أن علياً عليهالسلام قد أحاط بعلوم القرآن كما مرَّ من قوله عليهالسلام : والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيمَ أُنزلت وأين نزلت.
وقوله عليهالسلام : سلوني عن كتاب الله ، فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار ، في سهل أم في جبل.
وأن عليّا عليه السلام أًوتي تسعة أعشار الحكمة كما تقدم في الخبر المروي عن ابن مسعود رضى الله عنه (١).
وأما إذا أراد أن ما جاء في الحديث من أن الجامعة هي من إملاء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هو كذب على النبي صلىاللهعليهوآله ،
__________________
(١) راجع ص ٦٣ من هذا الكتاب.