القرآن كان لم يتواتر في عصر ابن مسعود لزم أن بعض القرآن لم يتواتر.
قال : وهذا عقدة عصبة (١).
هذا غيض من فيض ، ولو شئنا أن نذكر كل ما وقفنا عليه من هذه الأحاديث لطال بنا المقام ، وخرجنا عن موضوع الكتاب.
وهنا نسأل الجزائري : ألا تدل هذه الأحاديث الصحيحة على تكذيب قول الله تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ)؟
فإن أجاب : بأن هذه الأحاديث وأمثالها تدل على أن من آيات القرآن الكريم ما نُسخت تلاوته ، بمعنى أن آية الرجم وغيرها كانت مما أُنزل من القرآن على النبي صلىاللهعليهوآله ، إلا أنها نُسخت ، فأمر النبي صلىاللهعليهوآله بإزالتها من المصاحف ونهى عن التعبد بتلاوتها.
قلنا له : إن ظاهر كثير من الأحاديث يدفع هذا التخريج ، فقد أخرجه مسلم ومالك والترمذي وأبو داود والنسائي وغيرهم عن عائشة ، قال كان فيما أنزل من القرآن «عشر رضعات معلومات يحرمن» ثم نسخن ب«خمس معلومات» فتوفي رسول الله صلى الله عليه واله وهن فيما يفرأ من القرآن (٢).
__________________
(١) فتح الباري ٨/٦٠٤.
(٢) صحيح مسلم ٢/١٠٧٥ كتاب الرضاع ، باب ٦. الموطأ ، ص ٣٢٤ كتاب الرضاعة ،