سلمة قالت : في بيتي نزلت (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) وفي البيت فاطمة وعلي والحسن والحسين ، فجلَّلهم رسول الله بكساء كان عليه ، ثمّ قال : هؤلاء أهل بيتي ، فأذهِبْ عنهم الرجس وطهِّرهم تطهيراً.
والتجلُّل بالكساء يدل على أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أراد أن يبيِّن أن الذين أذهب الله عنهم الرجس هم هؤلاء الخمسة دون نسائه صلىاللهعليهوآلهوسلم ومنهن أم سلمة التي وقعت الحادثة أو نزلت هذه الآية في بيتها ، ولهذا جذب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الكساء من يدها لما أرادت أن تدخل معهم ، ومنعها من ذلك ، وقال لها : أنت على خير ، أنت على خير (١).
ولو لا دلالة التجلُّل بالكساء على ذلك لكان هذا الفعل عبثاً لا يليق بأدنى الناس فضلاً عن سيد الأنبياء والمرسلين.
وكذلك صرفوا قوله تعالى (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) (٢) عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، فزعموا أن المراد ب(الَّذِينَ آمَنُوا) هم المؤمنون عامة ، مع
__________________
(١) راجع فتح القدير ٤/٢٧٩. سنن الترمذي ٥/٣٥١. مسند أحمد ٦/٢٩٢ ، ٣٠٤. المستدرك ٢/٤١٦ وصححه ووافقه الذهبي. تفسير القرآن العظيم ٣/٤٨٤ ، ٤٨٥. الدر المنثور ٦/٦٠٣ ، ٦٠٤. الجامع لأحكام القرآن ١٤/١٨٣.
(٢) سورة المائدة ، الآية ٥٥.